مدير المدرسة
جلال آل أحمد

“عشر سنوات في تدريس ا. ب…. أمام وجوه أطفال مندهشة، مبهوتة ممّا تقوله من أحاديث وأقوال منمّقة [….] بسبب كل هذه التفاهات والمهاترات رأيت في نفسي أنني أوشكت أن أتحول إلى حمار. قلت لأصبح مدير مدرسة، مديرا لمدرسة ابتدائية، لن أعود للتدريس مرة أخرى…. ولن أضطر لأن أمنح كلّ غبي لا شعور له درجة النجاح… كي أفلت من تضييع وقتي في وضع وتصحيح امتحانات الدور الثاني…. وأنقذ الأيام الأخيرة من عطلتي الصيفية التي تعتبر ألذ فترة في العطلة”. (مدير المدرسة، ترجمة عادل عبد المنعم سويلم، المشروع القومي للترجمة، الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية، 2001، القاهرة)

صدرت رواية مدير المدرسة في العام 1958 وتعتبر حتى يومنا هذا أحد الاعمال الأدبية الأولى التي وجّهت سهام نقدها اللاذعة والمفذلكة نحو جهاز التربية والتعليم الإيراني، والمجتمع والحكم في إيران بعامّة. تتحدث هذه الرواية القصيرة بضمير المتكلم، وتعرض تجارب مدرّس خلال عام واحد شغل فيه منصب مدير مدرسة جديد وصغير في إحدى المدارس التي تقع في ضاحية على تخوم مدينة طهران. يدور الحديث إذا عن سيرة شبه ذاتية لشخص عرف جهاز التربية والتعليم الإيراني عن كثب.

في أعماله الأدبية يعمد جلال آل أحمد إلى كشف النقاب عن واقع الحياة البائس في بلاده بعد عشرين عامًا من التبعية الاستعمارية، والقمع السياسي، والنهب، والتعذيب والإخلال الفظيع بأبسط حقوق الإنسان. في مقابل استخدام المنهج الواقعي في اعماله الأدبية، يشبه أسلوب جلال آل أحمد أسلوب العديد من الأدباء الإيرانيين أبناء عصره، إذ يتميز بالضبابية وبالكثير من الاستعارات التي توظّف في سبيل التملّص من مقص الرقيب الحاد إبان حكم الشاه.

لاقتناء الكتاب